نوفمبر 20 2017

طفل واحد من أصل عشرة أطفال في العالم يكبرون في أجواء من العزلة والانزواء

منظمة قرى الأطفال الدولية تدعو للاستثمار في رعاية الأسرة، وتشجّع على نشر مفهوم "تأثير الرعاية"

تشير تقديرات قرى الأطفال SOS إلى أن 220 مليون طفل - أي طفل واحد من أصل عشرة أطفال من إجمالي عدد الأطفال في العالم والبالغ 2 مليار نسمة - يكبرون دون رعاية الوالدين أو يواجهون خطر فقدانها

تزامناً مع اليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر، تشدّد قرى الأطفال SOS - المنظمة غير الحكومية الأضخم على مستوى العالم والتي تركز على دعم الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية والعائلات المعرّضة للخطر - على أهمية أن ينعم كل طفل بعائلة تسودها المحبة. وتقول المنظمة إنه بدون رعاية وحنان الوالدين، أو غيرهم من مقدّمي الرعاية البالغين، لن يتمكّن الأطفال على الأرجح من تطوير المهارات التي يحتاجونها ليصبحوا مساهمين فاعلين في المجتمع.

وتعليقاً على نتائج الدراسة، تقول جمانة أبوهنّود، المدير التنفيذي لمكتب قرى الأطفال SOS الدولية في منطقة الخليج العربي: "في اليوم العالمي للطفل، نمعن النظر بأن 1 من أصل 10 أطفال في جميع أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط، يقعون ضحية ظروف مأساوية. إن توفير الرعاية الأسرية للأطفال ضرورة لا غنى عنها، ليس فقط لمجرد تنشئة الطفل ورعايته، بل أيضاً لتعزيز المجتمع، وبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً. وهذا في صميم ما نقوم به تماماً - إذ نهدف إلى مساعدة كل طفل على إيجاد منزل يزخر بالمحبة والأمان، الشيء الذي يعتبره أغلبنا أمراً بديهيا".

وفي تقرير جديد بعنوان "تأثير الرعاية" نشرته قرى الأطفال SOS، تُظهر قراءة موجزة للخبراء أن الأطفال الذين لا يحظون بالمحبة والرعاية التي يحتاجون إليها، يعانون في سبيل بلوغ إمكاناتهم. إنهم أقل أداءً في المدرسة، ويواجهون صعوبة في التركيز وتطوير المهارات الاجتماعية. ومع مرور السنين، يصبحون أكثر عرضة للاكتئاب وتعاطي العقاقير، مما يؤدي إلى معدلات مرتفعة من محاولات الانتحار. كما أنهم لا يكتسبون القدرة على التكيّف من المحن والشدائد المحتومة. وقد بيّن البروفيسور ألان شور، من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، وهو خبير في علوم نمو الأعصاب، أن حجم الدماغ يتأثر بنقص المحبة.
ولا يؤثر ذلك على الأطفال وحسب، ولكن على المجتمع ككل. فملايين الأطفال ينتهي بهم المطاف في براثن الفقر، أو يتورطون في عالم الجريمة، أو يعانون من البطالة لأن أحداً لا يهتم بهم، أو يؤمن بقدراتهم.

تأثير الرعاية
بتوفير أسرة لأكثر من 80,000 طفل وشاب حول العالم، أدركت المنظمة من تجاربها العملية أنه من الممكن إنشاء ما يُسمى بـ "تأثير الرعاية". ويخلص التقرير الذي صدر حديثاً إلى إنه "بتوفير الرعاية اليوم للأطفال المعرّضين لظروف خطرة، ومنحهم الركائز والأسس لما يحتاجون إليه من أجل التعلّم وتطوير المهارات الحياتية، فإننا نقترب بفرصة أفضل من تلبية [أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة]، وبالتالي بناء مستقبل أفضل للعالم.
ويحظى هذا التوجه بدعم من مركز تنمية الطفل (جامعة هارفارد)، والذي أفاد بأن كل دولار يتم استثماره في تنمية الطفولة المبكرة يعود بالنفع بحوالي 4 إلى 9 دولارات على المجتمع.
ومع فيديو تم إعداده باستخدام مقاطع تسجيلات فيديو منزلية للأطفال والعائلات من جميع أنحاء العالم، وبدعم من حملة "ثاندركلاب" لوسائل الإعلام الاجتماعية ومشاركة السفير الدولي لقرى الأطفال SOS ولاعب كرة القدم المحترف البلجيكي فينسنت كومباني، تُشدد المنظمة على مطلبها بأنه "لا يجب لأي طفل أن يكبر وحيداً". 
سيُصدر مكتب قرى الأطفال SOS الدولية في منطقة الخليج العربي نسخة باللغة العربية من فيديو "لا يجب لأي طفل أن يكبر وحيداً"، والذي يمكن مشاهدته عبر الرابط التالي: